دائما أرضيهم على رحساب نفسي


هل شعرت أحيانا كأنك تسعى لإرضاء الآخرين على حساب نفسك؟ وهل انتبهت بأن  ذلك يحدث بصوره غير واعيه ولكن ما يوقظك هو الشعور ٫ هناك شعور بعدم الارتياح في أنك تريد أن تقول لأ ولكنك لا تستطيع . 

مالذي يجعلنا نقبل بشيء لا نرغب به فقط لإرضاء الآخرين ؟ مع أننا نعلم أن هذا السلوك يضعنا تحت ضغط نفسي طوال الوقت ٫ ويولد شعور بعدم الرضى الداخلي. ولكن ما أسبابه؟

مالذي سيحدث إذا قلت لأ؟ سوف يغضبون؟ يحزنون٫ ينظرون لي بنظرة سيئة٫ يبتعدون عني. 

وما هي تلك الصورة التي أرغب في المحافظة عليها دائما أمام الآخرين ٫ من أين جاءت وهل هي فعلا تمثلني؟

بدأت القصه عندما كنت صغيرا ٫ عندما كنت تمر بمشاعر مزعجة مثل الغضب وتبدأ في التعبير ومن ثم يطلب منك من يقوم برعايتك سواء كانت الأم أو الأب بعدم التعبير بتلك الطريقه لكي يرضو عنك. فتتلعم حينها كبت الشعور …. كطفل تبدأ تدرك بأن التعبير عن المشاعر يغضب الاخرين ويجعلهم لا يحبونك وكبت الشعور يجعلهم يقبلونك ويرضون عنك . ويوما بعد يوم تقوم بكتب المزيد من المشاعر وتتصنع مشاعر مختلفه فتبتعد عن حقيقتك شيئا فشيئا. تعلمت من الصغر ألا تكون على حقيقتك وتكون منفصل عن نفسك . هذا الانفصال يشعرك بالضياع أحيانا وأحيانا أخرى يجعلك تبذل مجهود مضاعف لكي يقبلك من حولك فتسعى بجهد لكي تكون مثل ما يحبون.

 حينها لا تستطيع أن تقول لا ٫ وتجامل باستمرار على حساب نفسك لكي ترضى الكل ٫ ليس هذا فحسب بل تشعر أحيانا أنك مسؤول عن مشاعر الاخرين فيجب أن لا يتضايقو وأن لا يحزنو بسببك وأن لا تخيب ظن أحد .

 هذه الحاله تجعلك في ضغط نفسي مستمر وتفصلك عن نفسك وتسبب لك ألما داخليا قويا فتكون عرضه للغضب الداخلي المستمر والمرض الجسدي.

من الجميل جدا في أن ترغب في أن تكون انسانا طيبا ٫ ولكن هناك فرق بين الطيبة وبين السعي الدائم لإرضاء من حولك.  هناك فرق كبير بين التواضع ولوم النفس بسبب ما تقدمه من تنازلات.

ومن الجميل أيضا أن تخدم من حولك بكل حب ولكن تحتاج أن تبدأ بأولوياتك وأن تكون لديك حدود شخصية واضحه وتستطيع أن تقول لأ بيسر.

كيف أعرف إذا كنت أرضى الاخرين على حساب نفسي؟

    • هل توافق الاخرين دائما فيما يقولون وتشعر بصعوبة في قول لا؟
    • هل تحاول أن تجاري الاخرين من خلال الظهور بشخصية مختلفة عن شخصيتك ؟
    • هل تحاول دائما أن يقبل الاخرون أفعالك لكي تشعر بالراحه؟
    • هل تشعر بالفرح والرضى عندما يمدحك أحدهم ؟ وهل تتضايق عندما ينتقدونك؟
    • هل يكون لديك كلام ترغب في قوله ولا تستطيع فتساير حتى وان كنت في الداخل ترفض الموضوع؟
    • هل تتجنب الخلافات ولا تحبها حتى وان كنت على حق وتأتي على حساب نفسك؟

ما أريدك أن تعرفه يا صديقي بأن ”إرضاء الناس غايه لا تدرك“ سيرضى البعض وسيغضب البعض وسيحبك البعض ولن يقبلك البعض الآخر ٫ هذي هي طبيعة البشر. والله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين . لا تكلف نفسك فوق طاقتها وتبدد طاقتك لتحقيق شي لم يستطع مخلوق على وجه الأرض تحقيقة.

اتصل بذاتك وتقرب من حقيقتك واقبل بأنك قد تخسر بعض البشر وبأن هناك أشخاص لا يتناغمون معك. لك الحق في قول لأ ٫ ولك وجهة نظر مختلفة عن الاخرين. تقبل هذا الاختلاف. واقبل أن  بأن تكون أنت أنت وهم هم وكما يرغبون. التقبل فن نتعلمه.

لا تحكم على الغير وتذكر بأن سعادتك لا تأتي من قبول الاخرين لك ورضاهم عنك . سعادتك تنبع من داخلك.

وتذكر أيضا بأنك لا تحتاج لتبرير أفعالك ٫ وفر ذلك الجهد لنفسك وللتركيز على ما تحب .

إن تحررك من الرغبه في أرضاء الغير سيتحقق عندما تدرك بأن تصرفات الاخرين ناتجة عن ما تعلموه وتكيفو عليه وأنه بامكانك اختيار أن تنظر لهم من منظور التقبل والتفهم والحب.  فكن كما أنت وليكونو كما هم .

التعليقات معطلة.